• الموقع الرسمي للشيخ د. محمد ضاوي العصيمي
  • مارس 19, 2025

نعمة الاستقامة

المزيد

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

لا يخفى على أحد عظم ما أنعم الله به جل وعلا على عباده من صنوف النعم وعديد المنن، قال تعالى:{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم:34]، وهذه النعم تتفاوت بحسب الأثر المترتب والثمرة المجتناة من هذه النعمة بحسبها، فكلما كان الأثر والنفعُ الحاصل من هذه النعمة أكثر كانت النعمة أفضل، إن أعظم نعمة على الإطلاق تلك النعمة التي يجب على أن نستحضرها ونعرف قدرها وفضلها ألا وهي نعمة (الاستقامة والهداية).

– هذه النعمة التي نالها المرء بغير كسب منه فليس فيها بذل لمال ولا كدٍ لجسد ولا عناء لبال ولا لذهن, فالمنة في هذه النعمة لله الواحد القهار، قال تعالى :{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].

– نعمة الهداية والاستقامة لا تساويها نعمة مهما عظمت في عين صاحبها ولهذا حُسد عليها المؤمنون من قبل الحاسدين والكافرين، قال تعالى :{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} [البقرة:109].

فهم لا يفرحون لهداية أحد ولا باستقامته ولا بتدينه، فإذا رأوا من وُفِّق لسلوك هذا الطريق أخذوا يغوونه ويزينون له الباطل ويزخرفونه له يعرفونه بشتى المغريات وصنوف الشهوات, وصدق الله تعالى حينما قال: {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران:69]، وقال تعالى عن صحبة السوء وقرناء الشر:{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ} [الأعراف:102].

*تنبيه مهم لكل مستقيم :

ويجب أن يعلم المؤمن أنه متى ما وضع قدماً في طريق الهداية والاستقامة أنه لابد من أن يناله عدد من صنوف الابتلاءات ,كالوسوسة وفتن الشهوات والتعرض للسخرية والاستهزاء والتخذيل الذي يجده حتى من أقرب الناس إليه, ناهيك عن الإعلام السيئ الذي درج على التشويه والتزوير، إضافة إلى تقلب القلب وتأثره بما يرى ويسمع ويقرأ وفوق هذا كله العدو الأكبر الذي هو الشيطان الرجيم، فإذا صبر الإنسانُ وجاهد كل هؤلاء الأعداء وانتصر عليهم فليبشر بالتمكين في الدنيا ,والرفعة في الدرجات في الآخرة، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41].

((والحمد لله رب العالمين))

كتبها

د. محمد ضاوي العصيمي

205
محمد ضاوي العصيمي

النشرة الإخبارية

التصنيفات