يذكر لنا د ..محمد ضاوي العصيمي أسباب مطهرات القلوب، فيقول: في هذه الأزمان، حصلت كثير من الشحناء والبغضاء والتهاجر والتدابر حتى طغت وفشت هذه التصرفات بين أقرب الناس والأرحام والجيران، وهذه التصرفات المنهي عنها شرعا المذمومة عرفا، وهناك أسباب مطهرات القلوب اولها: تعويد الانسان نفسه ولسانه على الكلمة الطيبة لأنها من اعظم مفاتيح القلوب، وقد امرنا الله عز وجل بها سبحانه وتعالى وقال (وقولوا للناس حسنا)، وقوله تعالى (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
ولهذا، فإذا اراد الانسان أن يطهر قلبه تجاه اخوانه ويعينهم ايضا على تطهير قلوبهم تجاهه فلابد أن يحسن انتقاء ألفاظه ولا يستعجل اطلاق الكلام، خاصة في زمن الخصومة، لأن الكلام ربما يزيد الهوة ويزيد الفجوة ويزيد الفرقة والكلام ايضا، فالكلمة تجمع وتؤلف وتزيد المحبة بين الاخوان، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يطيب ألفاظ أصحابه حتى لو كان في خصومة.
حفظ العهد
واضاف د.العصيمي مبينا اسباب مطهرات القلوب ان حفظ الوفاء والعهد بين الاخوان أمر أصله النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، لذلك كان صلى الله عليه وسلم يحفظ العهد للزوجة التي ماتت ويأمر بحفظ العهد للأب الذي مات والأم التي ماتت لأنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يبقى الوفاء بالعهود في قلوب الناس.
قال صلى الله عليه وسلم في هذا «إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه»، وكان صلى الله عليه وسلم يرسل الطعام لصاحبات خديجة بعد وفاتها يؤصل بذلك خلق الوفاء. ولفت الى ان اليوم بعض الناس قد يكون بينه وبين اخوانه من اسباب الود والصلة والمحبة التي تستمر سنوات طويلة جدا، لكن عند أدنى موقف للأسف الشديد ينقلب الحب بغضا والمودة جفاء والقرب بعدا، هذا واقع للأسف الشديد، وهذه حقيقة ليست هي الأخوة والمحبة الحقيقية في الله عز وجل.
الابتسامة والهدية
ومن مطهرات القلوب يقول د.العصيمي: البشاشة والطلاقة والابتسامة، ربما يراها بعض الناس لا تأثير لها، ولكن الحق غير ذلك، فكم من انسان وقع في قلبك محبته وانت لا تعرفه ربما التقيته مرة واحدة لما ترى من البشاشة والابتسامة وحسن اللقيا وهذا أمر عظيم يجمع القلوب.
وانتقل د.العصيمي الى سبب آخر يعين على تطهير القلوب وهو قضية الهدية لما لها من اثر عظيم جدا وحاول ان تجرب حتى فيمن بينك وبينه جفاء، جرب ان تعطيه شيئا ولو كان يسيرا من الهدايا، فلا شك ان لها اثرا في تأليف القلوب وتطهيرها.
وايضا من الأسباب التي تطهر القلب ما يكون بذل الاسباب عند وقوع الحسد الذي يحدث بين المتدينين والذي ربما يفوق الحسد عند غيرهم، خاصة بين طلاب العلم، حتى قال بعض المحدثين «كلام الأقران يُطوى ولا يُروى»، فإذا وقع في قلبك حسد في علم او حسد في دنيا او مال او دعوة او اي شيء، عود نفسك على امرين، الأول: الدعاء له بظهر الغيب، والأمر الثاني اذكره بخير حتى لو كان امرا شاقا ثقيلا على النفس، لكنه كفيل بتطهير القلب.
سوء الظن
ويواصل د.العصيمي في ذكر الاسباب التي تطهر القلوب، فيقول: طهر قلبك باجتناب سوء الظن، ولهذا امرنا الله عز وجل باجتناب الظن السيئ الذي يؤدي الى افساد العلاقات بين الاخوان وتعكر القلوب، فإذا اراد الانسان ان يطهر قلبه لا نقول يلتمس الاعذار وانما يبالغ في التماس الاعذار، لذلك كان يقول عمر رضي الله عنه «التمس لأخيك سبعين عذرا».
التمايز بين طباع البشر
واضاف: ومن مطهرات القلوب استشعار وجود التمايز بين اطباع البشر، وهذا امر خلقه الله عز وجل لم يجعل الناس كلهم حليمين ولا كلهم متأنين ولا كلهم كريمين، فيجب ان يعامل الناس كل ما يناسبه.
ومن الاسباب ايضا شكر الناصح اذا جاءك من ينصحك اذا اردت ان يطهر قلبك، لأن من شكره ديمومة النصح واستمراره.
واشار الى ان محبة الخير للمسلمين من اعظم الاسباب التي تطهر بها القلوب، كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما انى لآتي بالآية من كتاب الله فلوددت ان جميع الناس يعلمون منها ما اعلم، يتمنى ان الخير هذا ينتقل لجميع الناس.
واكد د.العصيمي ان الأمر الأخير من مطهرات القلوب الا تسمح لأحد بأن يفسد العلاقة بينك وبين اخوانك، اقطع الطريق على النمامين لأن النمام اذا وجد الناس تصده وترده لن يتجرأ على ان يستمر في هذا الافساد الذي هو من كبائر الذنوب.